المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

العقل العربي .. بين الجدل والعمل

العقل العربي.. بين الجدل والعمل سلطان بن عبد الرحمن العثيم كثيرون هم حولنا المجادلون الذين يصولون ويجولون وفي كل وادي يهيمون؛ فهم أصحاب همّة وتفاعل ومشاركة ولكن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-10-2011, 06:52 PM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
العقل العربي .. بين الجدل والعمل







العقل العربي.. بين الجدل والعمل
1_20111017_21365.jpg



سلطان بن عبد الرحمن العثيم
كثيرون هم حولنا المجادلون الذين يصولون ويجولون وفي كل وادي يهيمون؛ فهم أصحاب همّة وتفاعل ومشاركة ولكن بلغتهم هم، والتي هي ذات قالب مفلس لا جدوى منه ولا فائدة، تتساءل وأنت تتابعهم ولسان حالك يقول: لا جديد لا في الشكل ولا المضمون. إنهم يعيدون اختراع العجلة!!
والجدل هنا عكس الحوار؛ فهو الحديث الذي لا يفضي إلى حلول أو رؤيا مشتركة أو منفعة إبداع، وغالبًا ما يرافقه علوّ في الصوت، وحدّة في الخطاب، وسطوة في الألفاظ، وشخصنة في الطرح، ولقد كتب الكثير من الباحثين عن قضية نعت العرب بأنهم ظاهرة صوتيّة، وغيرها من الدراسات الفكريّة والجيوسياسيّة والتاريخيّة في هذه القضايا أشبعت المكتبة العربيّة خلال القرن الماضي وبدايات هذا القرن والتي تناقش الظاهرة، وتصفها بأنها من أخطر الظواهر على جميع المستويات، فلا نتاج ولا مخرجات بل شعارات وإطارات برّاقة.
مع إطلالات هذه التحوّلات الكبرى في العالم العربي، وهي بلا شك مغيرة للفرد ومطوّرة من مستوى إدراكه ووعيه، ومعمّقة أكثر لطريقة تفكيره وتناوله للأحداث والمستجدات، وهو بلا شك ذلك الإنسان المكوّن الأساسي للجماعة والمجتمع، الوطن والأمة، وعليه فإننا الآن في مرحلة مراجعات كبرى للكثير من الممارسات التي كنّا نمارسها في الحقبة الماضية التي كنّا فيها قبل أشهر؛ فلقد دخلنا حقبة تاريخيّة جديدة لها أبجدياتها المختلفة، ورؤاها الفكريّة والعلميّة والسلوكيّة والاجتماعيّة المتجدّدة والمتطوّرة بكل تأكيد، والتي سوف ننطلق منها إلى عمق المرحلة الجديدة، ونحاول جاهدين أن نجد مكانًا لنا في مقدمة الفصل لا مؤخّرته، حيث النجباء والمتفوقون والمؤثرون.
إن التحوّل من ثقافة الجدل إلى العمل لهو من جوهر التحوّلات التي من شأنها تنمية هذه المجتمعات العربيّة، وتطويرها، ورفعة الفرد والمجتمع، وتقوية أركانهما، وزيادة إنتاجهما وتبوُّئِهما لمراكز متقدمة في السباق العالمي نحو المقدمة التي يسعى إليها الجميع؛ فعالمنا اليوم لا يعترف بصاحب الرقم (2)؛ لأن الجميع يتسابقون على الرقم واحد، ولهم الحق في ذلك؛ فالقمّة غاية الجميع ولا أقل منها.
فلنفتشْ في أنفسنا جميعًا، ونسأل: هل نميل إلى الجدل العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أم إلى الحوار البنّاء الهادف الذي يعقبه العمل والإنجاز والمشاريع والنقلات النوعيّة على مستوى عقل الفرد وذهنيّة الأوطان، وروح الإنسان ورحلة الإنسانيّة، وجسد الشخص وجسم الجماعة؟ و هل أنت تطبّق ما تُنظّر له، أم أنك تعلّمت أن تركّز على التبرير أكثر من تركيزك على التفكير؟
إن الشعارات الرنّانة والبرّاقة استهوت البعض، وأضحى يحمل متجرًا متنقلاً منها، وهو أول من يخدع نفسه حينما يتأمّل كشف حساب حياته، فلا يجد إلاّ السّراب يحسبه الظمآن ماء.
متى يكون التنظير مهمًّا؟
يكون التنظير مهمًّا وضروريًّا إذا تبعه مشروع عمليّ واقعيّ قادر على تطبيق النظريّة وترجمتها إلى سلوك وتصرّفات؛ فلا يمكن أن نرى أي تغيّرات إيجابية في محيطنا العام إلاّ من خلال سلسلة من النظريّات القابلة للتطبيق والتي تراعي حاجياتنا وتجيب على تساؤلاتنا، وتقدّم لنا الحلول لمشكلاتنا، وترسم لنا خارطة الإبداع المستقبلي على المستوى الفردي والجماعي.
ولهذا فإننا نرى كثيرًا من الأشخاص يهربون من التنظير الذي لا يعقبه تطبيق أو تنفيذ؛ فهو لا يعدو بالنسبة لهم مجرّد شعارات للاستهلاك الإعلامي أو الاجتماعي، وهنا علينا أن نفكّر مليًّا في التوازن بين النظريّة وتطبيقاتها العمليّة والحياتيّة التي يلمسها الجميع ومدى تطوّرها لحياتهم وأعمالهم، وترتقي بها، وتجعلهم ينتقلون من المربع القديم إلى مربع جديد أوسع وأمتع، ومن الفضاء السابق إلى فضاء رحب جذّاب صانع للتحدي.
لماذا شاعت ثقافة الجدل وغابت ثقافة الحوار البنّاء والمثمر؟
عندما تغيب عن الأذهان الأهداف السامية والحقوق المتبادلة بين الأطراف والمصلحة الجمعية والقواسم المشتركة للكل- يغلب الجدل الحوار، ويكون مسيطرًا، فهو كائن يغلب عليه طابع الهوى، ولا يغلب عليه الدليل والبرهان، وفيه نكهة واضحة من حظوظ النفس والعناد والتجبّر والاستئثار، وكل ذلك يجعلنا لا نصل إلى نقاط التقاء بين الأطراف، فكلٌّ يغني على ليلاه، وذلك كلّه عكس الحوار الذي يكون منهجيًّا له أهداف مشتركة، منضبط الصوت والعبارات والألفاظ، يبحث عن لغة تستوعب الجميع، ويقدم عقيدة نحن على عقيدة أنا، ويركز على القواسم المشتركة والمصالح الكليّة، ويترفّع عن الغرق في التفاصيل، ولكنه لا يهملها، وله نتائجه الظاهرة وأحكامه الموضوعيّة على الأشياء.
ماهي تحدّيات تحوّلنا من ثقافة الجدل إلى العمل؟
في نظري عدد من التحدّيات التي بمقدورنا أن نتجاوزها لتحقيق هذا التحوّل في مكوّنات العقل العربي والمسلم وهي:
ضعف ثقافة العمل والإنتاج ورواج ثقافة الاستهلاك والراحة!!
وهو تحدٍ يزول مع تحالف الإعلام والتعليم؛ حيث يتم تنشئة قيادات المستقبل على ثقافة واعدة، وأفكار صاعدة ترشدهم إلى أهمية الإنسان المنتج ومحورية دور الإنسان العامل، وكيف تكون السعادة في العطاء، وليست في الأخذ فقط.
كما أنّ البعد التربوي والوطني حاضران هنا؛ فلا يمكن أن يقوم المجتمع والوطن والأمة على جيل مهووس بالاستهلاك والتسوّق والمظاهر، بل تقوم الأمم والشعوب على سواعد أبنائها، وعمارتهم للأرض التي استخلفهم الله فيها، حتى في حال قيام القيامة علينا أن نغرس الفسيلة، وهي رسالة سامية على أهميّة العمل والإنتاج في كل الظروف.
كسر حاجز الخوف وضعف الثقة والإقدام على المشروع الحضاري بجرأة:
من الإشكاليات التي تواجهنا في التحوّل من الجدل إلى العمل هي قضية ضعف الثقة، والذي أصاب المنظمات والدول قبل الأفراد في فترة سابقة كانت فيها الكثير من الإشكاليات؛ فها هي الدول التي خافت من الدخول في معترك الصناعة أو السياحة، أو التكنولوجيا، أو البحث العلمي، أو الطاقة النووية لسنوات تعيد حساباتها، وتراجع إستراتيجيّاتها بعد أن قدمت الكثير وتقدم الكثير في هذه المجالات الهامة والحسّاسة، بينما البعض يتفرّج والبعض الآخر منشغل بجدل عقيم من سنوات حول من هو السبب، ومن هو المتسبّب، وكيف هي الأسباب، والإيغال في نظريّة المؤامرة والتوسّع فيها، حتى انفضّ السامر؛ حيث بدا هذا المجادل لا يسمع أحد يردّ عليه إلاّ صدى صوته، حيث يعود قائلاً له: انهضْ من مكانك، واعملْ، ولا مكان لمثلك في كوكبنا.
محبرة الحكيم


عندما نراجع مواقفنا الصائبة سوف نكتشف أنها كانت تحمل نظرة جماعيّة و متنوّعة وواقعيّة ومتجدّدة وجادّة، وعندما نتوقّف على مقابر فشلنا نكتشف أن التعنّت و العناد والفرديّة والجدل قيم مكّنت القشة أن تقصم ظهورنا، وأوردتنا موارد الهلاك


المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 21-10-2011, 08:36 PM   #2
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


يعطيك العافية أختي الكريمة


 

رد مع اقتباس
قديم 22-10-2011, 08:55 PM   #3
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاكر مشاهدة المشاركة
يعطيك العافية أختي الكريمة


اشكر مرورك اخي الشاكر


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا